وجع الطين
أيـّهـا الـنــاس أنـتــمُ الـشـعـراءُ بـكـمُ الشِـعـرُ و الـهـواءُ ســــــــواءُ
يــا بــلاداً تعـيـشُ فــي رئتـيـهـا لغةُ العشق.. قدسنـا و السخـــــــــاءُ
جئتكمْ من ربى الحروف أُغنـّي و هـواكـمْ أشـجـارهـا و الـمــاءُ
شـاعـراً بينـكـمْ أمـــوتُ فـأحـيـا جـاهـلـيّـاً قبـيـلـتـي الـشــّــــهــداءُ
فـي شرايينكـمْ فــراتٌ يُصـلـّي و الـخـلايــا جمـيـــــعـُــهـا كــربـــلاءُ
كـُلـّمـا أطـفــأ الـعــراقُ هــوانــاً أضرمتْ عِزّاً في المــــــدى أحشاءُ
في فم الحُبّ تُشعلـون صباحـاً بابتسامـاتٍ يشتـــــــــــهيـهـا المـسـاءُ
تمـلـؤونَ الحـيـاة خـيــلاً و لـيــلا ً و لكـمْ مـن نبـعِ الجـروحِ امـتـلاءُ
مُعشبٌ حبُّكُمْ مـع المجـد ينمـو فـي بساتيـنَ عِطـــــرهـا الكبـريـاءُ
يتـدلـّى لـيـلُ الـعـيـونِ غـصـونـاً بعضُكـمْ وردُهــا و بـعـضٌ لـِـــحـاءُ
يتـجـلـّى كــفـّـاً يُـصـافــحُ مــــاء ً و لـسـانـاً بـــهِ الـلـغـاتُ تــُـــــــــضــاءُ
للتـُّراب العفيـفِ جـسـمٌ نحـيـلٌ عشقـكـمْ فـيــهِ داؤهُ و الـــــــــدواءُ
يصمتُ العطرُ في زهورهِ حتّى ينطـق الـدمـعُ أو يـفـوح ُ الـوفـاءُ
كـلّ يـومٍ يضـمّ منكـمْ شموسـاً و نجومـاً ..هـذا الـتُّـرابُ ســــــمـاءُ
فـي يديـه الشهيـدُ يرقـدُ غيمـا ً نــازفَ الـبـوح و الـبــروقُ دمــــــــاءُ
إنْ تكونـوا صـوتـاً بثـغـرهِ يـُزهـر ْ للصبـايـا فــي و جنتـــــــيـه الـغـنـاءُ
أو تكونوا الطريق يَسْكُبْ خُطاهُ شُهـبـاً مـنـهـا تـَشـــــرَبُ الأفـــــيــاءُ
حـدقـاتٌ إلــى ضلـوعـِهِ تـــأوي و إليـكـمْ يــأوي الـتُّـرابُ الـبـــكـاءُ
وجَعُ الطين هدهـدٌ فـوق جـُرح ٍ بعـثـرتْ ريــشَ صـدقـهِ الأنـبــــاءُ
و طواحينُ العمـر دارتْ و دارت ْ فخـريـفٌ مــن حزنـكـمْ و شـتـاءُ
أغمدوا في صدر الظـلام غرابـاً قـد يَسـُلُّ الحمـام منـكـمْ نــــداءُ
ذا تـــرابٌ و روحُ هـابـيــلَ نــبــعٌ تـرتــوي آســــادٌ بــــه و ظِــبــاءُ
هو فِعلٌ على الفتوحـات يُبنـى فِـعـلَ نـصـرٍ و غـيـره ُ الأســــــمــاءُ
كم ترابٍ و فوقـهُ الناسُ موتـى و تــــــرابٍ أمـــواتـــهُ أحــــــيــــاءُ
فبـلادي قلـبـي حملـتـُهُ شـعـراً و كُـريّـَاتٌ فــي دمــي خَـضـــــــراءُ
و فــــــراقٌ فــرحــلــةٌ فــلــقــاء ٌ و فـــــراقٌ فــرِحــلــة ٌ فــلـــــــقــاءُ
الشاعر
بغداد سايح