أُغنِيَةُ الجِنيّة ,,

أُغنِيَةُ الجِنيّة ,,



.





قَطرات مَطرٍ بدأت بالتساقِط ،، والنَسيم العَليل بدأ يَتحول لرياحٍ شيء فشيء .. لقد بدأ المناخ يَسوء بالفِعل ، وفي مِثل هَذا الوَقتُ المُتأخر كانَ الوَضع مُرعباً بِحَق .. وخاصةً في بَيتٍ مِن الطِراز القَديم كَالذي تَمتلكهُ عائِلة ميلي والذي يَقع على مَشارِف غابَة الاشجار الكَثيفَة ، أو الغابَة المَسحورة كَما يسميها أطفال القَرية ''



لَقد كانَ بَيت عَلى الطِراز القَديم بِكُل مَعنى الكَلمة ~ فلو رأيتهُ لأعتَقدت بأنك في الستينيات عَلى الرغم مِن كَون أخر التَجديدات للمَنزل تَمّت قَبل اشهُر لا غَير ،، وأما ميلي وعائِلتها فلقد كان لَديهم قَدر كَبير جِداً مِن الاعتزاز والفَخر بهذا المَنزل ولَن استَغرب او اشك لِلحظة ما اذا كانَت عقولهم تَعمل بِشِكل جَيد ام لا .. فلَقد كانَ مَنزلٌ سِحريٌ بِحَق !



طِرازه القَديم الذي يُذكرِك بِكل ما كانَ جَميل بَعيداً عَن التَطور والتَزين .

كوخٌ خَشبي ذا نُقوش وزَغرفة عَلى مَداخله ،، خَشبهُ مِن نوع مُميز لم يُعرَف مَصدره بَينما جُزئٌ مِن سَطحه مَكسو بنَوع من الاعشاب التي تَنمو بَعد مرور السِنين وبعامل الرطوبة الذي كانَ موجوداً بِفعل الغابَة ''

حَديقة الكوخ صَغيرة ،، زهورٌ هُناك ومقاعِد في الجِهة الاخرى وبَعض الالعاب القَديمة بينما هُناك صَناديق قَديمة في الجِهة المُقابلة '' لَقد كانت حَديقة مَهجورة نَوعاً ما رَغم روعتها !!






على الرَغم مِن مَظهر البَيت المُبهِر ،، واطلالته على الغابة السحرية ، الا انه لَم يَحدث شيء مميز مِنذ مدة ''

:: ولَكن , وفي تِلك الليلة حَدث كُل شَيء بِسرعة ::


لَقد كانت الرياحُ تَعصف بِشدة عَلى مَنزل ميلي ،، وفي وَسط اجواء العواصِف لا بُد من حدوث جَلبة ~ ولَكن في مِثل هذا البَيت فالجَلبة تَتضاعَف حَتى اصبَح الوَضعٌ مُرعباً لِحدٍ ما . والمِسكينة ميلي مُنكمشة في فراشها مُحاولةً الاختباء مِن جِِهة ومِن جِهة اخرى تُحاول بجهدٌ مَنع رغبتها بالنزول وشُرب الماء ،

وبَعد فَترة مِن الصراع استَطاعَت التَغلب عَلى مَخاوفها ولَم يكن الامر مِثل ما تَوقعت فلقد كان عادي جِداً ::


وبَينما هي في طَريق عَودتها لغرفتها لَمحت ظِلّ شَخص في الحَديقة الخَلفية ،، في بادِئ الامر كانَ الخوف هو المُسيطر على الموقف ولَكن وللمرة الثانية استَطاعَت التَغلبُ على مَخاوفها .. ولَم يكن الامر مُرعباً ~ فلَقد كان الظلّ هو ظِلُّ الجَد والذي كانَ يَنظر لِشيءٍ ما ،،



- جَدي ،، ماذا هُناك ؟ . سألَت ميلي بلهجتها الطُفولية .

انتَبه الجَد لوجود حَفيدته ، فابتَسم بلطفٌ قائِلاً : لَيس هُناك شَيء عَزيزتي ، و ...

- و ماذا يا جَدي ،، اردَفت ميلي بحماس

- اممم ، ارَدتُ ان احكي لَك حِكاية كانَ لا بُد ان احكيها لَك مُنذ زَمن .. فهي رَمزُ عائِلتنا ،، ولَكن اخشى ان يَكون الوَقت غير مُناسِب ،

لَم يُكمل الجَد حَديثه حَيث ارتَمت ميلي عَلى جَدها قائِلة بترجي : ارجوك !!


ابتَسم الجَد قائِلاً بلطف : اذاً فلنجلس هُناك ولنبدأ ''





جلس الجَد باسترخاء ، وبدأ بالسَرد بَينما اجمَل شَيء في حيات ميلي يَكاد ان يَحدث ؛ فما اجمَل مِن معرفة حَقيقتك في عيد ميلادِك ال 9 .

:: كان في مكان ، في قديم الزمان ، جِنية زَرقاء ؛

وهُنا حَدث الشَيء الاغرَب في حيات ميلي ،، ففي حين كان الجَد يَسرد كانت هُناك اشياء غَريبة تَحدث وكان ما يَقوله يَحدُث .. ،






موسيقى ولَحنٌ جَميل يَصدران مِن قَلب الغابة ،، وكلما مَرت لَحظة يَعلو الصَوت وكأن مَصدره يَقترب شيئاً فشيئاً مِن المَنزل ~ لَقد كان لَحنٌ مُذهل ،، يَجعلك تَطير ما بين السُحاب دون الشُعور بشيء وكأنَك عائِمٌ على شَيء ما ~ وتَشعر باحاسيس لَم تشعر بها يوماً ،،

وسُرعان ما بدأت العاصِفة بالهدوء لتَتحول الى هواءٌ عَليل ، ونَسماتٌ بارِدة .. وكأن الاغنية قَد جَعلت مِن الرياح العاتية طِفلٌ صَغير يَعيش لَحظات رائِعةً وسحرية '' وبعد مُدة بَسيطة بدا مَصدر الاغنية واضِحاً امام اعيُن ميلي المَدهوشة ::

جِنيةٌ رائِعة الجَمال ،، شَعرها المُنسدل .. وعينيها التي كانَت بلون النَهر في يَوم جَميل ، ولِباسٌ ما كادَت اميرات العالِم ان تَحلم او تُفكر به حَتى ،، نَعم ومن غَيرها انها الجِنية الزَرقاء التي سَمعت عَنها الكَثير ، فهل هذا حُلم ام حَقيقة .



وبَعد مرور بَعض الوَقت باتَت الرؤية واضِحة ،، انها هي الجِنية الزَرقاء :: بروعَتها ، جَمالها وسموها .. وها هي الان تَخرُج مِن باطِن الغابة المسحورة الى حدودها المُطلة على القرية اخيراً .

لَقد كانت معزوفتها خيالية بِكل مَعنى الكَلمة ،، وبَينما جناحاها الشفافان يَحملانها .. كانَت اصابِع قَدميها تُلامِس العُشب الطَري المُشبع بندى الصَباح ،، وفراشاتٌ مِن انواعٍ مُختلفة ترفرف حَولِها لِتكمل اخر خُطوط في هذا اللوحة ،





مَر الوَقت بسرعة ، وميلي لا زالَت تَحت تاثير المُفاجئة فلم تكن تسمع جدها .. بَل كانت تَسمع الاغنية بلحنها الجَديد الرائِع ،، وفي هذه اللَحظات بدات الحيوانات من مختلف الانوع تَبدأ مسيرتها خَلف الجِنية التي قادَت الحيوانات ، الفراشات .. وكائنات اخرى في رِحلة الحُرية '' حُرية الطبيعة التي نَحن السَبب في سَجنها وقتلها ،، وانتزاع روحها من الاعماق ''



وهُنا بدأت اشَعة الشَمس تَشرق ببطئ ، بينما بدأت الجِنية تَبتعد بمزمارها السحري .. واما عَن لَحنها فلَقد ظَل خالداً يُذكر بالجِنية الزَرقاء ..التي اصبَحت رَمز للطَبيعة ،، التي آمل ان تَبقى طَبيعة ^^

شكرا على المرووور

العفوووو

بارك الله فيك