أجواء غير عادية تماما عاشها مساء أمس مطار هواري بومدين الدولي بمناسبة تنقل أول دفعة من أنصار الخضر نحو جنوب إفريقيا، حيث صنعوا كالعادة صورا وحماسا كبيرين ذكرنا بأجواء ملحمة أم درمان شهر نوفمبر الماضي والتي لا زالت الذاكرة الجماعية للجزائريين تحتفظ بها لما هبت كل شرائح الشعب الجزائري كرجل واحد لنصرة المنتخب الوطني أمام المصريين، فصنعوا يومها أجمل صور ومشاهد الوحدة والتلاحم .
وقد عرفت الرحلة الأولى على حد قول مدير عام الديوان الوطني للسياحة السيد حموش بلقاسمي تنقل حوالي 290 مناصر من بينهم صحفيين ورسميين وأعضاء الجمعيات الرياضية وممثلو دور الشباب المتواجدين عبر مختلف نقاط التراب الوطني ولاعبون سابقون أمثال مختار كالام، الحارس سعيد وشان وعكاك لهلالي وغيرهم من الوجوه الرياضية، ويقودهم حسب نفس المتحدث وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار وبعض السياسيين الذين ركبوا الطائرة مباشرة من القاعة الشرفية للمطار .
كما كشف لنا مدير الديوان الوطني للسياحة أن الرحلة هذه ستكون متبوعة بست رحلات أخرى، واحدة مقررة اليوم ، وتليها خمس رحلات أخرى تنتهي يوم 11جوان المقبل .
وحسب نفس المتحدث، فإن العدد الإجمالي للأنصار الذين سيتنقلون إلى جنوب إفريقيا يقدر بـ1800 حيث كان الديوان قد واجه مشاكل كبيرة في استخراج كل التأشيرات، مما خلق نوعا من المتاعب، غير أن الإشكال حل أمسية الثلاثاء بعد تدخل الجهات الرسمية التي رمت بكل ثقلها من أجل ضمان تنقل كل المناصرين الذين حجزوا أماكنهم ضمن الرحلة والرحلات المتبقية .
وقال لنا نفس المتحدث إن الأنصار الذين سيتنقلون إلى بلاد مانديلا سيجدون في انتظارهم حافلات كثيرة ستتكفل بنقل الأنصار حسب عملية الحجز التي قاموا بها، فالبعض قال السيد حموش بلقاسمي سيتوجهون إلى فنادق فاخرة من خمسة، أربعة وثلاثة نجوم، بينما غالبية الأنصار فسيتم إيواؤهم ببعض المراكز الجامعية ومركز العطل، ونفس الشيء بالنسبة لعملية الحجز في الطائرات، حيث من المقرر أن يتم نقل الأنصار حسب الحجز الذي قاموا به، فمنهم من سيستقلون الطائرة للالتحاق بالمدن التي سيلهب فيها الخضر المدرجات، بينما سيتنقل آخرون برا بواسطة الحافلات، علما أن المسافة بين المدينة وأخرى لا تقل حسب بعض المصادر عن ألف كلم .
وعلى أية حال، فالأجواء التي صنعها أنصار المنتخب الوطني بمطار هواري بومدين وتحمسهم الشديد لمناصرة ومؤازرة المنتخب الوطني في المونديال قد تنسيهم كل شيء، فهم مستعدون كما قال بعضهم من التنقل على الأقدام من أجل المنتخب الوطني والمبيت في العراء، لأن الألوان الوطنية قبل كل شيء، وتألق الجزائر في المونديال لا يقدر بثمن، لتحيا الجزائر والشعب الجزائري وليمت الأعداء بغيضهم.. أملنا كما ظل الأنصار يرددون في المطار ألا نعود خائبين وأن يكون رابح سعدان وعناصره في مستوى الثقة الموضوعة فيهم.