- عندما تفرش الشمس جدائلها عند الغروب ويغلبها النعاس على سريرها الغربي، عندها يتأهب الليل ليرمي علينا عباءته السوداء المرصعة بالنجوم ...
انه غروب شمس نهار رمضان.... الكل ينتظر.... الكل يعد اللحظات....صور الطعام لا تفارق مخيلتنا .... شكل الماء وهو في الأقداح يجعل الدماء تغلي في عروقنا ، هي ردات فعل طبيعية لنفس بشرية تحمل الكثير من الغرائز، لكن سبحان الله ما لهذا شرع رمضان، قال تعالى : "يا ايها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
فالتقوى هي المراد، أما الجوع والعطش فوسائل لصقل النفوس والرقي بها الى درجات تفوق الملائكة، فالانسان عندما يصوم لله ويلوي عنق شهواته وملذاته ويترفع عن المعاصي والذنوب ابتغاء مرضاته سبحانه ترتفع منزلته ..... وكما هو معروف فالملائكة عقل بلا شهوة، والحيوانات - أعزكم الله _ شهوة بلا عقل والانسان جمع الاثنتين فهو بالاولى كما ذكرنا قد يفوق الملائكة منزلة عند الله، وأما اذا قدم الشهوة على العقل، يكون ممن قال الحق فيهم: ".. إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً " الفرقان 44.
فعلينا أن نمهد الطريق الى رمضان بالطاعات والعبادات وصيام النوافل وقهر الشهوات والترفع عن الذنوب والصغائر حتى نستقبل الضيف العظيم وكلنا همة وعزيمة بصيام نهاره وقيام ليله والبحث فيه بكل ما اوتينا من قوة عن أي عمل فيه صلاح لنا في الدنيا والاخرة، ولا نضيع الساعات الطوال بالتفكير بماذا سنعد من طعام وشراب ومتابعة مسلسلات لنجد أنفسنا بالنهاية أننا خرجنا من شهر الخير بصفر اليدين.