إسرائيل تجرف أعرق مقبرة إسلامية بالقدس
حتى المقابر لم تسلم من اعتداءات الاحتلال
أعلنت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" أمس الجمعة 06/08/2010 أن سلطاتالاحتلال الإسرائيلي ارتكبت، ليلة الجمعة، جريمة بحق مقبرة "مأمن الله" الإسلاميةالتاريخية في مدينة القدس المحتلة، حيث جرفت وهدمت وأزالت عشرات القبور فيها تحتجنح الظلام.
الجريمةمستمرة
وأكدتالمؤسسة، في بيان لها أمس أن "كل القرائن الموجودة على أرض مقبرة مأمن الله تدلّعلى أن المؤسسة الإسرائيلية تخطط لمواصلة جريمتها وهدم مئات القبور في الجزءالمتبقي من المقبرة". بحسبما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وأوضح البيان أنه "توجه منتصف الليلة قبل الماضية طاقم من مؤسسةالأقصى إلى مقبرة مأمن الله ووصل الموقع في تمام الساعة الثانية والنصف صباحاً،ووقف على الجريمة التي ارتكبتها سلطات الاحتلال في المقبرة، وتبين أنه تم جرف عشراتالقبور في عدة مناطق في الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله في الجهات الشماليةالشرقية والشمالية الجنوبية".
وأضافالبيان أن "هذه الجريمة جاءت بعد قيام مؤسسة الأقصى ومتولي الوقف في المقبرةبترميمات وصيانة لمئات القبور التي يتهددها خطر الاندثار بسبب الاعتداءاتالإسرائيلية المتراكمة على مر أكثر من 60 عاماً".
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية بثت الجمعة، تقارير وصور صحافيةلجرافات المؤسسة الإسرائيلية وهي تهدم عشرات القبور وتجرفها وتزيلها بشكل كامل منالمقبرة، وذكرت أنه تم جرف نحو 150 قبراً في ساعات الليل بعدما فشلت بجرف هذهالقبور نهاراً بسبب تواجد ممثلين عن الأوقاف الإسلامية والحركة الإسلامية خلالعمليات الهدم الأولى.
ورأت "مؤسسة الأقصى" أن "هناك إشارات واضحة إلى أن المؤسسة الإسرائيلية تخطط لمواصلةجريمتها وهدم ما تبقى من القبور في مقبرة مأمن الله".
طمسالتاريخ
واستنكررئيس مؤسسة الأقصى المهندس زكي إغبارية هذه الجريمة، وحمّل المؤسسة الإسرائيليةمسؤولية ما وقع من جريمة نكراء.
وقالالمتحدث باسم الحركة الإسلامية في الداخل المحامي زاهي نجيدات "لن نيأس ولن نستسلمولن ننسحب من معركة صراع الإرادات على مقبرة مأمن الله"، وأضاف "نقول للمؤسسةالإسرائيلية الغاشمة: إن ظننتم أنكم بجرف القبور فإنكم ستجرفون التاريخ فأنتمواهمون، فإسلامية وعروبة القدس أقوى من جرافاتكم الصمّاء وعقولكمالجوفاء".
وكانتجرافات بلدية الاحتلال في القدس قامت يوم الأربعاء الماضي بهدم وجرف 15 قبراً منمقبرة مأمن الله في القدس، إلاّ أن فواز حسن متابع أعمال مؤسسة الأقصى في القدس،والحاج مصطفى أبو زهرة، أحد متولي وقف مقبرة مأمن الله، تواجدا في المكان وقت وقوعالجريمة، وقاما باعتراض الجرافات بجسديهما، وجرت مشادات كلامية بينهما وبين طواقمالبلدية وأفراد الشرطة الإسرائيلية والقوات الخاصة، التي حضرت لحراسة آليات الجرف،وبالفعل وبعد جرف 15 قبراً، توقف الهدم والجرف، وبعد نحو ساعة انسحبت آلياتالهدم.
ويُذكرأن مقبرة مأمن الله هي أعرق وأكبر مقبرة إسلامية في القدس دفن فيها عدد من صحابةرسول الله صلى الله عليه وسلم والفاتحين والمجاهدين والتابعين والشهداء والعلماء،وتعرضت لعشرات الاعتدءات الإسرائيلية.