روض الحياء
بمدينةِ الوردِ انسكبتُ مدادا
لأرى الورودَ قصائداً و فؤادا
و قطفتُ من قلبِ الحبيبةِ لفظةً
لأشمَّ في روضِ الكلامِ ودادا
و دخلتُ بستانَ المشاعرِ طائراً
أسقي بأغنيةِ الحياةِ جمادا
و أُسابقُ الأنفاسَ بين شفاهها
و أعدُّ ريح البوحِ كيْ أتمادى
و أعلّم الأحجار رقصَ بياضها
و وراءها يُغفي اللسانُ جوادا
فحبيبتي إرمُ الجمال بنيتُها
بسكاكرٍ تمتدُّ فيّ عمادا
خدّانِ منْ خجلِ الغمام زهورنا
و عيوننا أغصانُنا تتهادى
و يدانِ في ورقٍ تصُبُّ ملامحي
لغةُ الأصابعِ منهما فأُنادى
لأجيءَ من رئةِ الحروفِ كزفرةٍ
تغتالُ في لهبِ الهيامِ رمادا
و أسيرَ محترقَ المآسي مُبطئاً
مُستمطراً دلعَ الخطى و عنادا
و هيَ ازدحامُ العشقِ في طُرُقِ الهوى
يُلقي بأرصفةِ الأنوثةِ زادا
لتحُطّ أسرابُ الحكايةِ حولنا
و نقُصَّ من ريشِ الزمانِ سوادا
و هي ارتعاشُ اللفظِ حين أُذيقُهُ
نار المعاني يستضيءُ جِهادا
و كأنّ رجفاتِ الخيالِ خيولها
ملأتْ بحمحمةِ البيانِ عِبادا
للمفرداتِ عطورها و لأحرفي
ضحكاتُها و لها أكونُ بِلادا
أهوي مدامعَ من نوافذِ عُمْرِها
لأصيرَ في عشبِ الفراغِ جرادا
و أعدُّ أيّامي على أشجارها
ورقاً بأخضرِ عشقها يتفادى
فأطيرَ سطراً من دفاترِ حُلْمها
و أعودَ للجفن الشهيِّ سُهادا
قتلتْ قوافيّ الحِسانَ بغيرةٍ
و مَحتْ على كفِّ القصيدِ سُعادا
كعبٌ أنا و حياؤها لي بردةٌ
فإذا بخلتُ الأرضَ بالدم جادا
قولي جزائرُ ما تقولُ لنا الورودْ
قولي المحبّةَ سوفَ يسمعُكِ الوُجودْ
لكِ حبُّنا و المجدُ كلّهُ و الخلودْ
الأحد 16جانفي 2011
18:03
بمغنية/تلمسان
بقلم:بغداد سايح