قال الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إن نشر الدعوة هو الأهم للجماعة في الفترة المقبلة، مطالبا شباب الإخوان بالانطلاق من مبدأ الدعوة في مناخ الحرية، الذي توفر بعد نجاح الثورة.
وأضاف، خلال كلمته، التي ألقاها، الثلاثاء، في حديث بمسجد «عصر الإسلام» بسيدى جابر بالإسكندرية بحضور أكثر من 3000 من إخوان الإسكندرية، أن أي مكاسب يحصل عليها الإخوان بعد الثورة، عبارة عن قطف للثمار، بعد أن تعرضت لعشرات السنين من الصعاب والمشكلات والضربات.
وقال: «لولا هذا الثمر المغروس في الطين، ما كان هذا الورق الأخضر، والثمار حلو الطعم، فكلوا منها وأطعموا الناس ليذوقوا حلاوة الشجرة، فأنتم الورق والزهور والثمر الحلو».
وندد «بديع» بعدد من مواقف النظام السابق، مثل السماح ليوسف والي، وزير الزراعة ونائب رئيس مجلس الوزراء الأسبق، بـ«سرطنة» المصريين، وتدمير الزراعة المصرية، الأمر الذي وصل بالرئيس المخلوع، حسني مبارك، برفض مساعدة دولة السودان، بعد عرض «البشير» زراعة احتياجاتنا من القمح في أراضيها، خوفا من غضب الإدارة الأمريكية.
وأوضح «بديع» أنه حين التقى بالبشير في قصر القبة ذكر له أنه عرض على الرئيس المخلوع، أن تزرع حكومة السودان القمح في أرضها ومن حصتها في المياه لمصر، إلا أن مبارك رفض وقال: «أمريكا حتزعل مني».
وأضاف أن وزير الزراعة، الذي سرطن أجيالا من المحاصيل الزراعية في التربة، ويقصد يوسف والي، فكان يقول: «عدونا ليس الذي في الشرق، الكيان الصهيوني، وإنما الذي في الجنوب، السودان ودول حوض النيل.
وتحدث بديع عن منع الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للمسلمين، من الخطابة في «زاوية صغيرة» بالرغم من مكانته العلمية والعالمية؛ لتشاء الأقدار أن يخطب «القرضاوي» خطبة في ملايين التحرير ليرى فيها سبيكة الشعب المصري، ولأول مرة في التاريخ يخطب أحد الشيوخ الجمعة ويقول فيها «أيها المسلمون والمسيحيون».
واعتبر المرشد العام أن السبب المباشر في التفرقة بين المسلمين والمسيحيين هو مبارك، «فرعون»، حسب قوله، الذي تعمد التفرقة بين المصريين، مدللا على ذلك بعدم ظهور أي خلاف بين المسلمين والمسيحين، وظهر المسيحي الذي يوضِّئ المسلم أثناء الثورة، واعتبر أن المسيحيين لم يحصلوا على حقوقهم بأكثر مما حصلوا عليه عبر تطبيق الإسلام.
وفيما يتعلق بالخوف من الإسلاميين قال: «الذي يخوف الأقباط من الإسلام هو الذي يخوف المسلمين أيضا من الإسلام ويركب فزاعة الإخوان في هذا القطار»، داعيا الإسلاميين إلى أن يقدموا النموذج الحقيقي للإسلام، مؤكدا أن الشهداء هم الذين دفعوا ثمن الثورة في مصر ولذلك فإن دماءهم أمانة في رقاب الشعب المصري وعليه أن يحافظ عليها وأن يحرس هذه الثورة من السرقة.
وألمح إلى ضرورة أن تعود المساجد وبيوت الله إلى مكانتها الحقيقية الطبيعية بعدما شهد دورها تراجعا على يد من أرجعوا سمعة مصر إلى الوراء.
من ناحية أخرى التقى «بديع» بعدد من شباب الإخوان ومسؤولي العمل بالمحافظة عقب افتتاح المركز العام للجماعة في الإسكندرية بمنطقة سيدي جابر، مؤكدًا على أن الجماعة في طريقها لإنشاء قناة فضائية وصحيفة, مطالبا كل أفراد الجماعة أن يكون كل منهم قناة فضائية في محيطه.
فيما تقدم عدد من شباب الإخوان بأسئلة للمرشد العام حول خروج بعض أعضاء الجماعة عن الأطر التنظيمية، فرد قائلا: «مكتب المحافظة له صلاحيات بخصوص تلك الأمور, وقريبا سيتم استخدامها، وعلى الإخوان أن يؤدوا دورهم في خدمة الوطن وخدمة الإسلام»