alili slimane المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 5004 تاريخ الميلاد : 12/10/1991 تاريخ التسجيل : 17/07/2009 العمر : 33 الموقع : www.magra.yoo7.com العمل/الترفيه : طالب المزاج : عادي
| موضوع: من داخل فصل دراسي. هل أراد أن يسخر منها حقا؟؟؟ الجمعة فبراير 26, 2010 7:35 am | |
| لن يصدق من يرى الساحة الآن بأنها نفس الساحة التي كان نشيد الحياة ينشد فيها قبل فليل, وكان يعلو فيها صراخ التلاميذ و هم يركضون من و إلى كل ركن من أركانها حتى يكاد ينكر من يراهم أن هناك نظام معين يسير الكون وفقه. أما الآن فقد أضحت الساحة خالية موحشة, لا حركة ولا همس فيها ما عدا ما يتفضل و يجود به العلم الوطني الخفاق و الشامخ وسطها و كأنه يأبى إلا أن يقف وقفة إجلال لطلاب العلم الذين كانوا هم من وقفوا له قبل فليل.
دخل التلاميذ إلى أقسامهم أو بالأحرى عوالمهم. وقد يصدق هذا القول, فكل قسم منهم عالم له سكانه و نظامه الذي لا شك أنه لا يخلو من صرامة المعلم و غلظته التي تجعلهم يحسبون ألف حساب قبل أن يصدروا أي فعل أو حتى قبل أن يلتقطوا أنفاسهم. لكن حال التلاميذ في هذا القسم هنا كان مختلفا. فهذا اليوم هو المفضل لديهم على سائر أيام الأسبوع, وهو مخصص لإلقاء نص التعبير. لم يكونوا يفضلونه لأنهم يهوون التعبير أو يجيدونه و لكن فقط لأن كتابة النص كان أمرا تطوعيا.
رفعت الفتاة أصبعها و أشار إليها المعلم أن تتقدم نحو السبورة وتقف أمام الحضور من زملائها لتقرأ عليهم ما كتبت وما على الباقي إلا أن يصغي. وقد كانوا يجيدون هذا, فالويل لمن تجرأ و تنحنح.
"عنوان النص هو " ليلى و الذئب", كان في غابة…. " هكذا شرعت الفتاة في قراءة القصة الشهيرة التي كان الجميع يعرفها, ولكنهم هذه المرة يسمعونها بعبارات زميلتهم و عينهم نحوها مليئة بنظرات الامتنان لكونها منعت عنهم غضب المعلم - فهناك على الأقل تلميذ واحد تطوع لكتابة موضوع و إلقائه-. لكن نظرة من عين أحد الزملاء كانت مختلفة, كيف لا و هو ينظر إلى زميلته التي افترت عليه و قللت من شأنه أمام أقرنائه و معلميه حتى أصبحت سيرته على لسان جميع أهل البلدة دون أن يجد فرصة لتبرئة نفسه من افترائها.
انتهت زميلته و عدوته من إلقاء نصها تحت صوت تصفيق باقي الزملاء.عندها رفع هو يده متطوعا, وكان له ذالك في غياب متطوع آخر. تقدم نحو السبورة و بدأ: "عنوان النص هو " ليلى و الذئب …". ما إن نطق الجملة حتى انفجر الجميع ضحكا. بل حتى أن المدير كان بالقرب من القاعة مع بعض المعلمين فحضروا ليستطلعوا الأمر. و ظن الجميع أن الفتى يحاول أن يسخر من زميلته. أما هو فقد استطرد غير مكترث بهم :
" ليلى و الذئب, في طرف من أطراف الغابة البعيدة حيث المروج على مد البصر وجداول المياه لا تكف عن الخرير, عاش ذئب ليس كسائر الذئاب, ذئب اختار لنفسه حياة لا دم يهرق فيها ولا عدوان. فكان يقتات مما يزرعه و يحصده من شتى أنواع النبات و البقول, حتى غلب عليه طبع الطيبة و الإنسانية.كان يعيش في رضا و قناعة و حياة هادئة هانئة لا تشوبها شائبة. ما عدا تصرفات ليلى الطائشة.وكانت ليلى فتاة ماكرة يغلب عليها الشر و الخبث و العبث بمشاعر الغير. وكانت كلما قدمت لزيارة جدتها التي تقيم في كوخ بالقرب من حقول الذئب, تترك الممر المخصص للسير و تسعى فسادا في حقول الذئب الطيب و بساتينه.
تعب الذئب من محادثته لها باللين و التي هي أحسن, ولكن لا حياة لمن تنادي, فقرر أن يشكوها لجدتها.
توجه الذئب إلى بيت الجدة و طرق بابها بلطف ووقار. ما إن فتحت الجدة الباب ووجدت الذئب عندها حتى ذعرت و هرعت إلى أقرب عصى لتنهال بها عليه. و بحركة لا إرادية من الذئب محاولا بها تجنب الضربة, دفع الجدة فسقطت و لفظت أنفاسها الأخيرة.
حزن الذئب كثيرا لموتها و حز في نفسه أن تعيش ليلى دون أن ترى جدتها مرة ثانية, فتنكر بلباسها لكي يلعب دورها في الاعتناء بالفتات ورعايتها.
حضرت ليلى إلي المنزل و جلست إلى المائدة فقدم لها الذئب المتنكر بزي الجدة الطعام الذي أعده لها. لكنها لاحظت فيه ما يريب فسألته و هي تظنه جدتها.
ليلى: جدتي, لما أذناك طويلتان.؟
الذئب: لكي أسمعك جيدا يا عزيزتي.
ليلى: ولماذا عينيك واسعتان يا جدتي؟
الذئب: حتى أراك جيدا يا صغيرتي.
ليلى: ولماذا فمك كبير أيضا؟
الذئب: لكي أقتات جيدا فأتمكن من رعايتك.
لكن ليلى الماكرة تنبهت إلى أنه ليس جدتها وانما الذئب فخرجت مسرعة و هي تصرخ في الأرجاء و تحكي لكل من قابلها أن الذئب الشرير التهم جدتها و أراد أن يلتهمها هي أيضا.".
أنهى التلميذ قراءة قصته و اتجه نحو مقعده في فخر و كبرياء بعد أن قدم ورقته للمعلم ليقيمها, وصوت التصفيق لا يزيد إلا قوة.
أمسك المعلم الورقة, نظر إليها من الجهتين و ابتسم في هدوء حين وجد كلا الصفحتين فارغتين
| |
|
جهينة المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 1831 تاريخ الميلاد : 16/06/1993 تاريخ التسجيل : 10/09/2009 العمر : 31 الموقع : comme tt l'monde: sur la terre d'Allah العمل/الترفيه : الشعر الشعبي المزاج : بين السراب و العذاب
| موضوع: رد: من داخل فصل دراسي. هل أراد أن يسخر منها حقا؟؟؟ الإثنين يوليو 19, 2010 9:25 am | |
| قصة جمييييلة جداااااا شكرااااااا سليمان | |
|