بسم الله الرحمن الرحيم
س.
اذكر مراتب الصحيح بالنسبة إلى ما رواه البخاري ومسلم اجتماعاً وانفراداً
وما لم يروياه، وما هي الأسباب التي قدم من أجلها ما رواه البخاري على ما
رواه مسلم؟ وعلام يحمل ما نقل عن بعض العلماء من تقديم «صحيح مسلم» على
«صحيح البخاري»؟.
ج ـ المراتب في ذلك سبع نذكرها فيما يلي مرتبة ترتيباً تنازلياً:
1 ـ ما اتفق عليه البخاري ومسلم.
2 ـ ما انفرد به البخاري.
3 ـ ما انفرد به مسلم.
4 ـ ما كان على شرطيهما.
5 ـ ما كان على شرط البخاري.
6 ـ ما كان على شرط مسلم.
7 ـ ما لم يروياه ولم يكن على شرطهما لا اجتماعاً ولا انفراداً.
وهذه المراتب السبع كل واحدة منها مقدمة على التي قبلها.
وقد صرّح الجمهور بتقديم «صحيح البخاري» على «صحيح مسلم» في الصحة ولم يوجد عن أحد التصريح بخلافه.
وذلك لأنَّ الصفات التي تدور عليها الصحة في «صحيح البخاري» أتم منها في «صحيح مسلم» وشرط البخاري فيها أقوى وأشد من شرط مسلم.
فأما رجحانه من حيث الاتصال فلاشتراطه أن يكون الراوي قد ثبت له لقاء من روى عنه ولو مرة واحدة واكتفى مسلم بمطلق المعاصرة.
وأما
رجحانه من حيث العدالة والضبط فلأن الرجال الذين تكلم فيهم من رجال مسلم
أكثر عدداً من الذين تكلم فيهم من رجال البخاري، مع أن البخاري لم يكثر من
إخراج حديثهم بخلاف مسلم في الأمرين.
وأما رجحانه من حيث عدم الشذوذ والإعلال فلأن ما انتقد على البخاري من الأحاديث أقل عدداً مما انتقد على مسلم.
هذا مع اتفاق العلماء على أن البخاري كان أجل من مسلم في العلوم ومسلم تلميذ البخاري ولم يزل يستفيد منه ويتبع آثاره.
وما
نقل عن بعض العلماء من ترجيح «صحيح مسلم» على «صحيح البخاري» راجع إلى حسن
السياق وجودة الوضع والترتيب، ولم يفصح أحد من هؤلاء بأنه راجع إلى
الأصحية، وإلى المقارنة المذكورة أشار بعضهم بقوله:
تنازع قوم في البخاري ومسلم
لدي وقالـوا أيّ ذيـن تقــدِّم
فقلت لقد فاق البخاري صحة
كما فاق في حسن الصناعة مسلم
لفضيلة الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر