احْذَر ان تَكُوْن مِن مُضِيعِيْه ... !!؟؟ -

احْذَر ان تَكُوْن مِن مُضِيعِيْه ... !!؟؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله ، وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين أما بعد :
[size=21][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

الْوَقْت نِعْمَة انْعَمَهَا الْلَّه عَلَيْنَا كَمَا انْعِم عَلَيْنَا بِالْكَثِيْر مِن الْنَّعَم و حَثَّنَا عَلَى الْحِفَاظ عَلَيْه و اسْتِغْلَالِه فِي الْاعْمَال الْصَّالِحَة و الْعِبَادَات الْمُقَرَّبَة لَه سُبْحَانَه حَتَّى نَكُوْن مِن الْفَائِزِيْن قَال تَعَالَى ﴿ وَالْعَصْر (1) إِن الْإِنْسَان لَفِي خُسْر (2) إِلَّا الَّذِيْن آَمَنُوْا وَعَمِلُوْا الْصَّالِحَات وَتَوَاصَوْا بِالْحَق وَتَوَاصَوْا بِالْصَّبْر(3) ﴾

لِهَذَا كَان سَلَفُنَا يَعْمَلُوْن جَاهِدِيْن عَلَى الْحِفَاظ عَلَى هَذِه الْنِّعْمَة انْظُرُوْا لِهَذِه الْصُّوَر رَحِمَكُم الْلَّه

قَال عَبْد الْرَّحْمَن بْن حَاتِم الْرَّازِي عَن حَالِه مَع أَبِيْه ( أَبُو حَاتِم مُحَمَّد بْن إِدْرِيْس الْرَّازِي ) : رُّبَمَا كَان يَأْكُل فَأَقْرَأ عَلَيْه ، وَيَمْشِي وَأَقْرَأ عَلَيْه ، وَيَدْخُل الْخَلَاء وَأَقْرَأ عَلَيْه ، وَيَدْخُل الْبَيْت لِطَلَب شَيْء وَأَقْرَأ عَلَيْه سِيَر أَعْلَام الْنُّبَلَاء 13/251..

قَال عَبْد الْرَّحْمَن بْن أَبِي حَاتِم : كُنَّا بِمِصْر سَبْعَة أَشْهُر ، لَم نَأْكُل فِيْهَا مَرَقَة ، كُل نَهَارِنَا مِقْسَم لْمَجَالِس الْشُّيُوخ ، وَبِاللَّيْل النُّسَخ وَالْمُقَابَلَة ، قَال : فَأَتَيْنَا يَوْمَا أَنَا وَرَفِيْق لِي شَيْخَا ، فَقَالُوَا : هُو عَلِيّل ، فَرَأَيْنَا فِي طَرِيْقِنَا سُمْكُا أَعْجَبَنَا ، فَاشْتَرَيْنَاه ، فَلَمَّا صِرْنَا إِلَى الْبَيْت حَضَر وَقْت مَجْلِس ، فَلَم يُمَكِّنَا إِصْلَاحِه وَمَضَيْنَا إِلَى الْمَجْلِس ، فَلَم نَزَل حَتَّى أَتَى عَلَيْه ثَلَاثَة أَيَّام وَكَان أَن يَتَغَيَّر ، فَأَكَلْنَاه نَيِّئَا ، لَم يَكُن لَنَا فَرَاغ أَن نُعْطِيْه مِن يَشَوِيْه ، ثُم قَال : لَا يُسْتَطَاع الْعِلْم بِرَاحَة الْجَسَد . سِيَر أَعْلَام الْنُّبَلَاء 13/266.

لَا اظُن ان احَدَا لَا يَتَمَنَّى ان يَكُوْن بِحَال هَؤُلَاء

لَكِن لِلّاسَف مَا نُلَاحِظُه عَن ايَّامِنَا نَجْد ان الْوَقْت الَّذِي يُضَيِّع مِنَّا اكْثَر مِن الْوَقَت الَّذِي نَسْتَغِلُّه فِي الْاعْمَال الْصَّالِحَة و الْمُقَرَّبَة لِخَالِقِنَا

فَكَم مِن اوُقَات تَمُر سُدَى مِن دُوْن ان نُشْعِر بِهَا
و كَم مِن لَحَظَات تَمُر و لَا نَحْسُب لَهَا حِسَاب
بَل و كَم مِن سَنَوَات تَمُر و نَحْن لَم نُقَدِّم لَانْفُسِنَا شَيْئا

لِمَا كُل هَذَا الْتَّهَاوُن عِبَاد الْلَّه و ايَّامِنَا فِي ذَهَاب ... !!؟؟
ام انَّه صِدْق قَوْل الَشَّاعِر فِيْنَا حِيْن قَال

وَالْوَقْت أَشْرَف مَا عُنِيْت بِحِفْظِه **** وَأَرَاه أَسْهَل مَا عَلَيْك يَضِيْع

الْم تُدْرِك بَعْد يَا ابْن ادَم ان ايّامِك لَحَظَات عَابِرَة ان لَم تُدْرِكْهَا تَكُن مِّن الْنَّادِمِيْن المُتَحُسِرِين عَلَى مَا فَاتَهُم و تَتَمَنَّى لَو تَعُوْد لِهَذِه الْدُّنْيَا و لَو سَاعَة
لِتَعْمَل صَالِحَا و تُكَفِّر عَن ذُنُوْبُك و قَد وَصَف الْلَّه سُبْحَانَه و تَعَالَى حَال الْنَّادِمِيْن عَن مَا مَضَى مِن عُمْرِهِم فِي هَذِه الْدُّنْيَا حَيْث قَال تَعَالَى:﴿ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُم الْمَوْت قَال رَب ارْجِعُوْن لَعَلِّي أَعْمَل صَالِحا فِيْمَا تَرَكْت كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَة هُو قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخ إِلَى يَوْم يُبْعَثُوْن ﴾ [الْمُؤْمِنُوْن:99-100].
و قَال تَعَالَى :﴿ يَوْمَئِذ يَتَذَكَّر الْإِنْسَان وَإِنَّا لَه الْذِّكْرَى 23، يَقُوْل يَا لَيْتَنِي قَدَّمْت لِحَيَاتِي 24 ﴾ الْآَيَتَان 23 ، 24 مِن سُوْرَة الْفَجْر

الْم تُدْرِك يَا ابْن ادَم ان كُل هَذَا الْتَّهَاوُن و الْلَّهْو الَّذِي انْت فِيْه سَيَاتِي يَوْم و تُحَاسَب عَلَيْه قَال رَسُوْل الْلَّه صَلَّى الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم " لَن تَزُوْل قَدَمَا عَبْد يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى يُسْأَل عَن أَرْبَع: عَن عُمُرِه فِيْمَا أَفْنَاه وَعَن شَبَابِه فِيْمَا أَبْلَاه وَعَن مَالِه مِن أَيْن اكْتَسَبَه وَفِيْمَا أَنْفَقَه وَعَن عِلْمِه مَاذَا عَمِل بِه ؟ ",
و قَال ايْضا صَلَوَات الْلَّه عَلَيْه و سَلَّم ( نِعْمَتَان مَغْبُوْن فِيْهِمَا كَثِيْر مِن الْنَّاس : الصِّحَّة وَالْفَرَاغ) . رَوَاه الْبُخَارِي

و قَد صَدَق الْشَّاعِر حِيْنَمَا قَال
إِلَى كَم لاتَفِيق مِن الْتَّصَابِي وَهَذَا الْعُمْر يُؤْذَن بِالْذَّهــــاب
وَيَرْضَى بِالْقَلْيِل الْمَرْء حظْآ وَيُزَهِّد فِي الْكَثِيْر مِن الِثــوَاب
كَأَنَّك لِاتُرَى فِي كُل يَوْم جَنَائِز تَسْتَحِث إِلَى الْخـــــرَاب
خَلَقْت مِن الْتُّرَاب وَعَن قَرِيْب سَتُلْحِق_غَيْر شَك_بِالَّتـــــــرَاب
وَتَحْيَا بَعْد مَوْتِك كَي تُجَازَى بِمَا قَدَّمَت فِي يَوْم الْحَســــاب

الْم تُدْرِك يَا ابْن ادَم ان الْيَوْم الَّذِي يَمْضِي مَا كَان لِيَعُوْد يَوْما لِمَا لَا تَسْتَغِلُّه فِي الطَّاعَات و ذَلِك بِالْمُحَافَظَة عَلَى الْصَّلَوَات وَذَكَر الْلَّه ، وَقِرَاءَة الْقُرْآَن وَبَر الْوَالِدَيْن و الْاحْسَان الَيْهِمْا و زِيَارَة الْاقَارِب وَحُضُوْر حَلَقَات الْعِلْم وَالْقُرْآَن ، وَالِاسْتِمَاع لِكُل نَافِع وَمُفِيَد ، و مُحَاوَلَة حُفِظ الْاحَادِيِث و قِرَاءَة كُتِب الْسِيَر الْنَّبَوِيَّة وَمُسَاعَدَة الْمُحْتَاجِيْن وَالَى غَيْر ذَلِك مِن الْاعْمَال الْصَالِحَة و صَدَق الْقَائِل

مَضَى أَمْسُك الْمَاضِي شَهِيْدا مُعَدَّلا وَأَعْقَبَه يَوْم عَلَيْك جَدِيْد
فَيَوْمُك إِن أَغْنَيْتَه عَاد نَفْعُه عَلَيْك وَمَاضِي الْأَمْس لَيْس يَعُوْد
فَإِن كُنْت بِالْأَمْس اقْتَرَفْت إِسَاءَتا فَثَنِي بِإِحْسَان وَأَنْت حَمِيْد
فَلَا تُرْجِي فَعَل الْخَيْر يَوّمَا إِلَى غَد لَعَل غَدَا يَأْت وَأَنْت فَقِيْد

و اخِيْرا امّا ان لَك يَا ابْن ادَم ان - تُجَدِّد عَهْدَك مَع الْلَّه وَتُصَحِّح مَسَارِك و تَجْعَل لِنَفْسِك بِدِيَة جَدِيْدَة تُحَدِّد بِهَا مَا تُرِيْد ان تَقُوْم بِه مَن الطَّاعَات ، وَمَا تُرِيْد أَن يَتَحَقَّق عَلَى طَرِيْق رِضْوَان الْلَّه مِن مُسَارَعَة فِي الْخَيْرَات ، وَمُنَافَسَة وَمُسَابَقَة فِي الطَّاعَات مِن اجْل جُنَّة عَرْضُهَا الْسَّمَوَات و الْارْض قَال تَعَالَى : ﴿ وَسَارِعُوَا إِلَى مَغْفِرَة مِّن رَّبِّكُم وَجَنَّة عَرْضُهَا الْسَّمَاوَات وَالْأَرْض أُعِدَّت لِلْمُتَّقِيْن * ﴾ آَل عِمْرَان : 133

جَعَلَنَا الْلَّه و ايَّاكُم مِن اهْلِهَا
اسْال الْلَّه ان نَكُوْن مِمَّن يَسْتَمِعُوْن الْقَوْل فَيَتَّبِعُوْن احْسَنَه

[/size]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرااااااا pirat