]b]يعزز انخفاض درجة الحرارة في الشتاء الجو المناسب لتكاثر الجراثيم وانتشارها فتنقض على الجهاز التنفسي وتشيع أمراض الرشح والأنفلونزا. فيما يسهم إغلاق الأبواب والنوافذ، التماسا للدفء، في تجمع الميكروبات المتطايرة من أنوف وأفواه المصابين وبالتالي نشر العدوى للأصحاء.
لا يخفى بأن تغير درجة الحرارة المفاجىء عند الانتقال من المنزل الدافىء إلى الجو الخارجي البارد له دور كبير في اصابة العديد باعراض الصداع والبرد. وهذه الاسباب تؤدي إلى انتشار امراض شائعة خلالها الفصل، من اهمها:
التهاب الأذن الوسطى
يشيع في الأطفال الصغار، وعادة ما يحصل تباعا لالتهاب الأنف والبلعوم، أو من التهابات الجيوب الأنفية التي تقذف إفرازاتها في البلعوم، أو من وجود التهاب وانتان في اللوزتين. وعادة ما يتطلب العلاج هنا اخذ مضادات حيوية لفترة طويلة، وقد يتطلب الامر تركيب قناة تعمل على تسريب افرازات الاذن الوسطى إن كان الالتهاب حادا ومزمنا.
التهاب الأذن الخارجية
سواء في اذن واحدة أو كلتيهما. فإن كان في واحدة كان السبب عادة سيلان الافرازات الالتهابية للأذن الوسطى. اما اذا كان الالتهاب في الجانبين، فسببه إما جرثومي أو تحسسي. ويعالج التهاب الأذن الخارجية بالتنظيف الجيد لقناة الأذن ووضع قطرة من المضادات البكتيرية أو مضادات الفطريات إذا كان السبب فطرياً.
التهاب الجيوب الأنفية
غالباً ما تسبب فيروسات نزلات البرد انتفاخ الأغشية المبطنة للجيوب مما يعمل على غلق قنوات تصريفها، فتنحبس إفرازاتها لتكون بيئة خصبة لتكاثر الجراثيم، وهنا ينشأ الالتهاب.
والتهاب الجيوب قد يكون حاداً أو مزمناً، بيد أن النوع الحاد أكثر شيوعا. ويمكن للالتهاب الحاد ان يتحول إلى التهاب مزمن، ليشكو المصاب من انسداد الأنف وسيلان افرازات أنفية كثيفة وقيحية إلى جانب السعال المزمن. ويكمن العلاج في تناول مسكنات الألم ومضادات الاحتقان، والمضادات الحيوية. وإذا لم تتحسن الحالة يبقى الحل الجراحي هو الأنسب.
التهاب الحنجرة الفيروسي
التهاب شديد العدوى ويكثر حدوثه في الشتاء نتيجة تبدل الطقس المفاجئ. وعادة ما يرافقه تضخم وحرقة في الحلق والسعال الجاف وارتفاع درجة الحرارة والوهن العام، والرغبة المستمرة بتنظيف الحنجرة من الافرازات المخاطية والتخلص من بحة الصوت.
ويشمل علاجه الغرغرة بالمطهرات وتناول المضادات الحيوية مع الامتناع عن التدخين والاكثار من شرب السوائل الدافئة. ومن المهم ان يأخذ الشخص مخفضات الحرارة ويريح بدنه من الاعمال الشاقة.
التهاب اللوزتين
يشيع فيما بين السنة والعاشرة من العمر، لكن يمكن لأي عمر ان يصابوا به. ويشكو الطفل فيه من الحمى والوهن وآلام الحلق مع صعوبة في البلع. وعند الفحص بالعين يلحظ تضخم اللوزتين وتكون طبقة من القيح عليهما، وقد يرافقه تضخم في عقد الرقبة اللمفاوية. ويشمل العلاج تناول كورس من المضادات الحيوية كالبنسلين أو الأمبيسيلين وخافضات للحرارة.
مرضى السكر أكثر عرضة للالتهاب
شدد الخبراء على أهمية تنبيه مرضى السكر إلى ارتفاع خطر تعرضهم لمشاكل خاصة بالأذن، التي تتضمن انواعا بسيطة كالالتهابات الفطرية، وخطيرة كالتهاب الأذن الخبيث بنوع من البكتريا تسمى «سودومونس أيريجينوزا» تنمو بسرعة لتسبب التهابا خبيثا في قاع الجمجمة.
ففي حالة عدم انتظام سكر الدم لفترات طويلة، قد تؤدي الاصابة بنزلات البرد الى أن يعاني المريض من إفرازات صديدية وآلام شديدة في الأذن مصحوبة بنقص بسيط بالسمع. وإن لم يكتشف ويعالج جيدا قد يؤدي إلى التهابات خطيرة لقاع الجمجمة ويحتاج إلى علاج مكثف بالمضادات الحيوية القوية لمدة تتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنة. لذا شدد الخبراء على أهمية علاج السكر وتنظيم السكر بالدم، حتى يرفع ذلك من قوة جهازهم المناعي في التصدي للجراثيم.
كما نصح الخبراء بضرورة مراجعة مرضى السكر لمختص الأنف والأذن والحنجرة في حالة وجود آلام أو إفرازات من الأذن لتفادي المضاعفات[/b]